تبرعوا بالمال اللازم له قبل مغادرتهم للنهائي
لاعبو منتخب مصر يبنون مسجدا في كوماسي الغانية
جدير بالذكر أن بعثة المنتخب المصري قامت خلال إقامتها في كوماسي بذبح ثلاثة عجول، اضطرت بعد العجل الأول إلى جعل الذبح سريا وبعيدا عن الملاعب بعد أن اعتبرته الصحافة الغانية سحرا للتأثير في المنافسين.
وتشتهر مدينة كوماسي التي تسكنها قبائل الاشانتي بوجود أعداد كبيرة من السحرة، والاعتقاد في فعاليته وتأثيره على الأحداث وخصوصا في مباريات كرة القدم.
وقال رئيس الاتحاد المصري المهندس سمير زاهر في تصريحات تليفزيونية "اضطرنا إلى الذبح في الخفاء بعد الضجة التي أثارتها الصحافة الغانية ثم وزعنا اللحوم على الفقراء"،
وكان لاعبو المنتخب المصري يؤدون بعض فروض الصلاة في أكبر مسجد في كوماسي؛ حيث ارتبطوا بعلاقة وثيقة مع إمامه الشيخ أحمد سعيد الذي تخرج في جامعة الأزهر وعاش سنوات طويلة في القاهرة ويجيد التكلم بالعربية.
إعجاب بمشهد السجود
وعبر الشيخ سعيد عن إعجابه بتدين المنتخب المصري ومشهد السجود الذي يؤدونه بعد تسجيل الأهداف، وأشاد بصفة خاصة بتدين وأخلاق محمد أبو تريكة خلال لقاء جمعه مع بعثة المنتخب بعد ذبح أحد العجول، وإشراف الشيخ سعيد بنفسه على توزيعه على الفقراء من خلال مسجده.
وفي هذا اللقاء تمنى الشيخ سعيد الذي يوصف بأنه إمام مدينة كوماسي، استمرار انتصارات المنتخب المصري، وعبر عن احترامه وتقديره لمصر التي حصل فيها على علومه الشرعية.
ورغم أن الإحصاءات الرسمية تقدر عدد مسلمي غانا بـ16% من عدد السكان من جملة 22 مليونا، إلا أن الشيخ عبد القادر السيد نباري مدير المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية باكرا يرى أن هذا الرقم أقل بكثير من النسبة الحقيقية التي يقدرها بـ35%، باعتبار أن شمال البلاد ممثلا في مدينتي تمالي وكوماسي في الغرب الأعلى تسكنه أغلبية مسلمة، وأن المسلمين لهم وجود في جميع المدن والقرى الغانية، خصوصا في العاصمة أكرا وفي الشرق الأعلى.
وتتبنى غانا النظام العلماني؛ حيث لا يفرق بين الأديان في العبادات، وهي تشمل أيضا المسيحية كديانة أولى، بالإضافة إلى بعض الديانات الوثنية، ولا توجد قيود على الصلاة وبناء المساجد والمراكز الإسلامية، وتتلقى المساجد المسجلة لدى الحكومة دعما من الدولة.
ويوجد في غانا مجلس للدعوة والبحوث الإسلامية يشرف على ثلاثة معاهد علمية في أكرا وكوماسي وتمالي لتخريج الدعاة الذين تحتاجهم غانا وبعض الدول الإفريقية المجاورة.
ويتولى مسلمون مناصب سياسية رفيعة، مثل علي محمد نائب رئيس الدولة، ومصطفى علي وزير العمل، بالاضافة إلى وجود عدد كبير من الجنود والضباط في الجيش والبوليس الغاني.