لأول مرة في تاريخ اسرائيل ستباشر المدارس العبرية الابتدائية تدريس التلاميذ اليهود أغاني عربية قديمة للفنانين أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وناظم الغزالي وليلى مراد وأسمهان وغيرهم . وجاءت هذه الخطوة في اطار تعريف التلاميذ على التراث الذي تربى عليه ذووهم وأجدادهم من اليهود المولودين في البلاد العربية أو المنحدرين منها. وقالت وزيرة المعارف، ليمور لفنات (وهي من حزب الليكود اليميني) إن سابقيها من وزراء المعارف والثقافة حرصوا على استبعاد هذا التراث من ثقافة الأجيال الجديدة، فنشأت حالة من الاغتراب بين الذوق الموسيقي للأجيال السابقة والأجيال الحالية، وتعمق الاغتراب أكثر ليطال مجالات أخرى. واضافت أنه صار الولد يخجل من أصل والديه الشرقيين، والوالدان يخجلان من ثقافتهما. وبهذا ارتكبت الحكومات السابقة خطأ فاحشا. وقالت الوزيرة «نحن نسعى الآن لتصحيح الخطأ».
وسيتم تدريس تلك الأغاني في اطار دروس الموسيقى العامة، وسيوزع على التلاميذ قرص اسطواني يحتوي على تلك الأغاني مع ترجمة عبرية لكل منها. ولكي لا يضجر التلاميذ من طول أغاني أم كلثوم، سيتم تسجيلها بأصوات حديثة لمغنين عرب من فلسطينيي 48 ترافقهم آلات عزف غربية. والهدف من ذلك هو تقريب الموسيقى القديمة الى أذهان وأذواق الأجيال الجديدة التي اعتادت حتى الآن على سماع الأغاني الغريبة .